كانت الأم تلحظ شحوب ابنتها يومًا بعد يوم ، وبدت على تلك الطفلة الصغيرة أعراض الحمل ، استبعدت الأم ذلك
الاحتمال فابنتها لم تتجاوز الحادي عشر من عمرها ، فظنت انها حمى و ستذهب من تلقاء نفسها ، هكذا همست
في سرها ، و لكن تلك الحمى لم تذهب ، بل ازدادت سوءًا يومًا بعد يوم ، الخادمة ترعى صغارها ، و الأم منشغلة في
أعمالها و كذلك الأب ، كان هذا حال تلك الأسرة ، لاحظت الأم و بعد جهد عظيم أن الخادمة تبهت و تتغير ألوان وجهها
عندما يزداد مرض ابنتها او حين تتعب فقررت الأم أخذها إلى الطبيب ، علامات الخوف المريبة التي انتشرت على وجه
الخادمة لم ترق لربة المنزل المنشغلة ، فضحت بقليل من وقتها من أجل ابنتها و يا لتلك التضحية العظيمة قررت بعد
أن زادت حالة ابنتها سوءًا إلى حد ترق إليه قلوب البهائم أنفسهم ، أخذها إلى الطبيب ، و يا لفاجعتها حين اكتشفت أن
ابنتها حامل أيعقل هذا ؟؟؟
حملت ابنتها إلى المنزل ، أخذت تضربها و كأن لها ثأر قديم ،سألتها عما فعلته: صرخت بأعلى صوتها :من هو ؟
أخبريني و إلا ذبحتك الآن بين يدي كما تنحر الذبائح في العيد ، أعلم أن كلمات الأم كانت قاسية و تصرفاتها كانت
أقسى ، و لكنها لم تخرج إلا من منطلق حبهاو خوفها على ابنتهاو إن أهملتها ، جاء جواب الطفلة مفزعًا كشف الكثير
من خبايا ذلك المنزل المشؤوم.
قالت بأنفاس متقطعة : أنا لم أفعل شيئًا ، لكن نعم إنها الخادمة .حاولت إخبارك بالأمر كثيرًا لكن دون جدوى فأنت دائمًا
مشغولة إنها تأخذني إلى غرفتها كل ليلة و تجبرني على خلع ملابسي ، لكنها تبدو كالرجل لماذا يا أماه ؟
لماذا تتغير ملامح وجهها ليلاً يا أماه؟! و بعد أن أنهت سؤالها لهثت الطفلة أنفاسها الأخيرة و بعد فوات الأوان
اكتشفت الأم أن الخادمة لم تكن سوى رجل تستفرد بابنتها و هي مشغولة.